أصبحت العولمة من أهم الظواهر التي تؤثر على مختلف جوانب الحياة
المعاصرة، وتشمل تأثيراتها الاقتصاد والسياسة والثقافة وحتى العلاقات الاجتماعية.
ومع الانتشار السريع للمعلومات وسهولة التنقل، أصبحت الأسر تتأثر بعمق بتغيرات
العولمة.
العولمة وتأثيرها على الأسرة | كيف تؤثر التغيرات العالمية الأسرة وقيمها |
في هذا المقال✍ سنستعرض كيف تؤثر العولمة على الأسرة وقيمها، ونناقش كيفية تأثير
هذا التحول على تماسك
الأسرة وأدوار الأفراد
داخلها.
ما هي العولمة؟
العولمة هي عملية تتسارع فيها التدفقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية عبر
الحدود، ما يؤدي إلى تداخل المجتمعات وتبادل الأفكار والعادات بينها. بدأت
العولمة كعملية اقتصادية، لكنها سرعان ما امتدت إلى مجالات عديدة، حيث أصبحت تؤثر
على أسلوب الحياة وتعيد تشكيل القيم المجتمعية.
تأثير العولمة على الأسرة
تعد العولمة أحد العوامل المؤثرة بعمق على الأسرة، إذ تجلب معها مجموعة من
التغييرات الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية التي تؤثر على الديناميكيات الأسرية
والعلاقات بين أفرادها. تتفاوت آثار العولمة على الأسرة بين الجوانب الإيجابية
التي توسع آفاقها وتزيد من مواردها، والجوانب السلبية التي تضع تحديات أمام
التماسك الأسري. فيما يلي أبرز تأثيرات العولمة على الأسرة:
1. التحول في القيم والتقاليد العائلية
- تساهم العولمة في انتشار القيم الفردية والاستقلالية، مما يجعل الشباب أكثر توجهًا نحو تحقيق أهدافهم الشخصية والاستقلال عن الأسرة. قد يؤدي هذا التوجه إلى ضعف الروابط العائلية وزيادة النزاعات بين الأجيال نتيجة اختلاف وجهات النظر بين الشباب والآباء حول أسلوب الحياة والقيم الأسرية.
2. انفتاح ثقافي وتنوع اجتماعي
- أدى الانفتاح الثقافي الناتج عن العولمة إلى إتاحة فرص التعرف على ثقافات أخرى وتبني أنماط حياة جديدة، مما يمكن أن يعزز التسامح والانفتاح داخل الأسرة. ولكن، قد يؤدي هذا التعدد الثقافي أيضًا إلى شعور بعض الأفراد بانفصال عن ثقافتهم الأصلية، ما يمكن أن يولد صراعات بين القيم الثقافية المحلية والقيم الجديدة المستوردة.
3. تزايد استخدام التكنولوجيا وتأثيره على التفاعل الأسري
- مع انتشار التكنولوجيا الحديثة، أصبح الأفراد يقضون وقتًا طويلًا على الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما قلل من وقت التواصل الشخصي المباشر داخل الأسرة. فقد يؤدي ذلك إلى خلق فجوة بين أفراد الأسرة، حيث يجد الوالدان صعوبة في التواصل مع أبنائهم ومتابعة تطورات حياتهم، مما يؤثر سلبًا على التماسك العائلي.
4. زيادة الضغوط الاقتصادية على الأسر
- جلبت العولمة ضغوطًا اقتصادية جديدة على الأسر، حيث أصبح من الضروري لكثير من العائلات مضاعفة الجهود لضمان استقرار مالي وسط التحديات الاقتصادية العالمية. أدت هذه الضغوط إلى زيادة ساعات العمل وتراجع أوقات الترفيه العائلية، كما زادت من عبء المصاريف المرتبطة بالتعليم، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا، مما يضيف ضغوطًا إضافية على الأهل.
5. تغييرات في أنماط التربية والتنشئة
- يتبنى العديد من الآباء والأمهات اليوم أنماط تربية أكثر انفتاحًا ومرونة، بحيث تتماشى مع التطورات العالمية وتطلعات الأبناء. ورغم أن هذا التوجه يمكن أن يعزز من قدرة الأطفال على التأقلم مع العالم الخارجي، إلا أنه قد يؤدي إلى صعوبة في المحافظة على التقاليد والمعتقدات الثقافية المحلية.
6. تأثير العولمة على العلاقات الاجتماعية للأسرة
- أدى انتشار وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى تغيير شكل العلاقات الاجتماعية للأسرة، فأصبح الأفراد يتفاعلون بشكل أكبر مع مجتمعات بعيدة ومع أشخاص من ثقافات مختلفة، بينما تضاءل التفاعل مع الأقارب والأصدقاء المقربين. وقد أدى ذلك إلى تغير النظرة إلى الروابط الاجتماعية التقليدية، ما يجعل بعض العلاقات الأسرية أكثر هشاشة وأقل استمرارية.
7. توفير فرص تعليمية ووظيفية عالمية
- من الجوانب الإيجابية للعولمة على الأسرة توفير فرص تعليمية ووظيفية جديدة لأفراد الأسرة، حيث يمكن للأبناء الاستفادة من المنح الدراسية الدولية والعمل في وظائف عن بعد مع مؤسسات عالمية. هذه الفرص تساعد في تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة وتعزيز رفاهيتها، ولكنها قد تؤدي إلى تباعد جغرافي بين أفراد الأسرة الذين قد يضطرون للعيش في دول مختلفة.
8. تحديات الهوية الثقافية والحفاظ على التراث العائلي
- مع التعدد الثقافي والانفتاح على قيم جديدة، قد يواجه بعض أفراد الأسرة تحديات في الحفاظ على هويتهم الثقافية وتقاليدهم العائلية. ويمكن أن يشعر الشباب، على وجه الخصوص، بالضياع بين ثقافتهم المحلية والقيم العالمية التي يتعرضون لها يوميًا، مما قد يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالتراث الثقافي واللغوي المحلي.
✍ تؤثر العولمة على الأسرة بطرق متعددة، حيث تجعلها تتعرض لتغيرات عميقة في
القيم، وأنماط الحياة، وطبيعة العلاقات بين أفرادها. ولضمان تماسك الأسرة في ظل
هذه التحديات، ينبغي عليها التكيف مع المتغيرات من خلال تعزيز التواصل بين
أفرادها، وتبني أساليب تربوية مرنة، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتراث
المحلي.
الجوانب الإيجابية للعولمة على الأسرة
رغم التحديات التي قد تفرضها العولمة على الأسرة، إلا أن لها أيضًا جوانب
إيجابية يمكن أن تساهم في تعزيز جودة الحياة العائلية وتوفير فرص جديدة. إليك
أبرز الجوانب الإيجابية للعولمة على الأسرة👇
- توسيع فرص التعليم والتعلم☑ بفضل العولمة، أصبحت المعلومات متاحة بسهولة عبر الإنترنت، مما يتيح لجميع أفراد الأسرة الوصول إلى مصادر تعليمية مختلفة من دول وثقافات متنوعة. يمكن للأطفال والشباب التعلم عن ثقافات أخرى، وبهذا تتاح لهم فرصة لاكتساب اللغات وتعلم المهارات الجديدة، مما يزيد من فرصهم المهنية مستقبلًا.
- تعزيز الوعي الصحي والاجتماعي☑ بفضل التواصل العالمي، أصبح من السهل على الأسر الوصول إلى المعلومات حول الصحة النفسية والجسدية. يمكن للعائلات اليوم التعرف على أفضل الممارسات الصحية والأسرية من مصادر موثوقة عالميًا، مما يساعدهم على تحسين نمط حياتهم واتخاذ قرارات صحية مبنية على المعرفة.
- تنوع الخيارات الاقتصادية وفرص العمل☑ تقدم العولمة العديد من الفرص الاقتصادية الجديدة، حيث يمكن لأفراد الأسرة العمل في وظائف عن بُعد أو في بيئات دولية متنوعة. هذا يزيد من دخل الأسرة ويحقق لها استقلالية مالية أكبر، كما يتيح لبعض الأفراد التوفيق بين مسؤولياتهم العائلية والمهنية بشكل أفضل.
- التعلم من تجارب الآخرين ومشاركة الثقافات☑ فتحت العولمة الأبواب أمام التعرف على تجارب أسر من ثقافات مختلفة، مما يمكن أن يقدم نماذج جديدة يمكن للأسرة أن تتعلم منها وتستلهمها. يساعد تبادل التجارب الثقافية الأسر على تطوير علاقاتها الأسرية واستكشاف طرق جديدة لتعزيز التعاون والتفاهم بين أفرادها.
- سهولة التواصل مع الأقارب حول العالم☑ مع تقدم التكنولوجيا وسهولة الوصول إلى الإنترنت، أصبح التواصل بين أفراد العائلة الممتدة أسهل. يمكن للأسر أن تحافظ على روابطها العائلية مع الأقارب الذين يعيشون في الخارج عبر مكالمات الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز من الترابط العائلي ويحد من مشاعر الغربة والانفصال.
- تنمية مهارات الأطفال والشباب التكنولوجية☑ بفضل استخدام التكنولوجيا في التعليم والترفيه، أصبح لدى الأطفال والشباب مهارات تقنية متقدمة تمكنهم من المنافسة في سوق العمل المستقبلية. يمكن أن تساعد هذه المهارات في إعدادهم لمواجهة تحديات العولمة واستغلال فرصها بشكل أفضل.
- التشجيع على قبول التنوع والانفتاح على الثقافات☑ بفضل العولمة، أصبح هناك تقبل أكبر للتنوع الثقافي والتعايش مع أفراد من خلفيات متعددة. يساهم هذا الانفتاح في بناء جيل جديد من الأبناء أكثر تقبلًا واحترامًا للاختلافات، مما يعزز التفاهم ويقلل من التعصب.
✍ تمثل هذه الجوانب الإيجابية للعولمة فرصًا كبيرة للعائلات للنمو والتطور في
عالم متغير، ومع الإدارة الواعية لهذه التأثيرات، يمكن للأسرة أن تستفيد بشكل
إيجابي من مزايا العولمة وتعزز من جودة حياتها.
التحديات التي تواجه الأسرة بسبب العولمة
رغم الفوائد العديدة التي تقدمها العولمة، فإنها تحمل تحديات لا يستهان بها على
الأسرة وتماسكها. يمكن أن تؤثر العولمة على العلاقات الأسرية، وتغيير القيم
التقليدية، وتزيد من الضغوطات اليومية. إليك أبرز التحديات التي تواجه الأسرة
بسبب العولمة👇
- تحديات الهوية الثقافية☑ مع تزايد الانفتاح على الثقافات الأخرى، قد يشعر الأطفال والشباب باضطراب في هويتهم الثقافية. إذ يتعرضون لتيارات ثقافية متنوعة، مما قد يؤدي إلى تراجع القيم والعادات المحلية أمام القيم الغربية أو الأجنبية. هذا التداخل الثقافي قد يضعف شعور الأبناء بالانتماء إلى ثقافتهم الأصلية ويؤدي إلى صراعات داخل الأسرة حول الهوية.
- التآكل التدريجي للقيم العائلية☑ بفضل العولمة، انتشرت القيم الفردية بشكل أكبر، وأصبح التركيز على تحقيق الذات والاستقلالية، وهو ما قد يتعارض مع القيم الأسرية التي تقوم على التضامن والمسؤولية الجماعية. وقد يؤدي ذلك إلى تصاعد النزاعات بين الأجيال، حيث يتبنى الشباب مفاهيم قد لا تتماشى مع القيم التقليدية للأسرة.
- ضعف التواصل والتماسك الأسري☑ بسبب التكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يميل أفراد الأسرة إلى قضاء وقت أطول على أجهزتهم الإلكترونية. يؤدي هذا إلى قلة التفاعل الشخصي المباشر بين أفراد الأسرة، ويؤثر سلبًا على الترابط والتماسك الأسري، إذ يصبح التواصل في كثير من الأحيان محدودًا أو سطحيًا.
- ضغوط الحياة المعاصرة وارتفاع التكاليف☑ بسبب العولمة، يزداد التنافس في سوق العمل، مما يتطلب من الأفراد السعي لتحقيق إنجازات مهنية أعلى لتأمين دخل يكفي لمتطلبات الحياة العصرية. يؤدي ذلك إلى تزايد ساعات العمل، ما ينعكس على قدرة الأهل على قضاء وقت كافٍ مع أبنائهم، ويزيد من الضغوطات النفسية عليهم.
- التعرض لمعايير وتوقعات جديدة☑ مع انتشار الثقافة العالمية، يتعرض الشباب لمعايير عالمية تتعلق بالنجاح الأكاديمي، المظهر الخارجي، والأسلوب الحياتي. يؤدي ذلك إلى ضغوطات متزايدة للشباب لمحاولة تحقيق هذه المعايير، مما قد يؤثر على صحتهم النفسية ويضعهم تحت ضغط مستمر للامتثال لتلك التوقعات، التي قد لا تكون ملائمة لبيئتهم أو ثقافتهم.
- ارتفاع نسبة الطلاق وتفكك الأسرة☑ مع انتشار ثقافة الاستقلالية الفردية والحرية الشخصية، تزداد حالات الطلاق نتيجة لتغير المفاهيم التقليدية حول الزواج ودوره في حياة الفرد. يمكن أن يؤدي هذا التغير إلى ضعف الروابط الزوجية وتفكك الأسرة، خاصة في الحالات التي يشعر فيها أحد الطرفين بضرورة الاستقلالية لتحقيق أهدافه الشخصية.
- تحديات تربية الأطفال في بيئة متعددة الثقافات☑ في كثير من الحالات، يجد الآباء صعوبة في تربية أبنائهم بشكل يتماشى مع الثقافة المحلية والعادات التقليدية. فقد يواجهون تحديات في محاولة الحفاظ على هويتهم الثقافية وغرس القيم المحلية في الأبناء وسط تأثيرات العولمة، مما قد يؤدي إلى صراعات بين الأجيال حول المعتقدات والقيم.
- تزايد تأثير الإعلام العالمي والإعلانات التجارية☑ تسهم العولمة في انتشار وسائل الإعلام العالمية التي تنشر محتوى ترفيهيًا وتجاريًا يستهدف جميع الفئات العمرية، مما يوجه أنماط الاستهلاك ويشجع على اتباع نمط حياة جديد. وهذا يمكن أن يؤثر على الأطفال والشباب من خلال إغرائهم بشراء المنتجات الاستهلاكية وتقليد أنماط الحياة المعروضة، مما يضع ضغوطًا مالية على الأسرة ويؤدي إلى تضاؤل رضاهم عن حياتهم.
✍ تمثل هذه التحديات ضغوطًا إضافية على الأسرة، إذ تتطلب منها تحقيق توازن
دقيق بين مواكبة العصر وحماية القيم الأسرية. ومع مواجهة هذه التحديات، يتعين
على الأسر اتباع أساليب تربوية مرنة تمكنها من الحفاظ على تماسكها وتعزيز
هويتها الثقافية والاجتماعية.
العولمة وتكيف الأسرة مع المتغيرات
تواجه الأسرة اليوم تحديات جديدة بفعل العولمة، تتطلب منها تكيفًا مستمرًا مع
المتغيرات السريعة في القيم، والتكنولوجيا، والسوق العالمي. ولضمان تماسك
الأسرة واستقرارها في ظل هذه التحولات، يجب على العائلات أن تكون مرنة ومستعدة
للتكيف مع هذه المتغيرات بطريقة تحافظ على هويتها وثقافتها، وتتيح لها في الوقت
ذاته الاستفادة من فرص العولمة.
أبرز أساليب تكيف الأسرة مع متغيرات العولمة:
- تعزيز التواصل داخل الأسرة☑ يُعتبر التواصل الفعال بين أفراد الأسرة أساسًا لمواجهة تحديات العولمة. ينبغي للأسر تخصيص وقت محدد يوميًا للتفاعل وتبادل الآراء والمشاعر. يساعد الحوار المستمر بين الأجيال على بناء جسور التفاهم وتجنب النزاعات، إذ يكون لكل فرد فرصة للتعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية.
- المرونة في التربية والتنشئة☑ تحتاج الأسر إلى تبني أساليب تربوية مرنة تتماشى مع العصر الحديث، دون التخلي عن القيم الأساسية. فمثلًا، يمكن أن يتبنى الأهل أساليب تربوية تمكّن الأبناء من التفكير النقدي واتخاذ القرارات، مما يساهم في إعدادهم للتعامل مع التحديات المعاصرة، مع التركيز على القيم الاجتماعية والأخلاقية التي تسهم في تعزيز التماسك العائلي.
- تشجيع التعلم المستمر واكتساب المهارات☑ تشهد المجتمعات تغييرات كبيرة في سوق العمل نتيجةً للعولمة، لذا فإن تشجيع أفراد الأسرة، سواء الكبار أو الصغار، على التعلم المستمر واكتساب مهارات جديدة يُعتبر أساسيًا. يساهم التعليم المستمر في تنمية القدرات التنافسية لأفراد الأسرة، مما يساعدهم في التكيف مع متطلبات سوق العمل العالمي وتطوراته السريعة.
- تعزيز التماسك بين الأجيال☑ من خلال أنشطة مشتركة تجمع بين الأجيال، يمكن تعزيز الروابط بين أفراد الأسرة ومساعدة الشباب على تقدير قيم وتراث عائلاتهم. هذه الأنشطة قد تشمل الحديث عن التراث العائلي، أو الطهي التقليدي، أو مشاركة القصص حول تجارب الأجداد. مثل هذه المبادرات يمكن أن تخلق توازنًا بين تبني القيم الجديدة والمحافظة على الهوية الثقافية.
- التعامل الواعي مع وسائل الإعلام والتكنولوجيا☑ أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، لكن الإفراط في استخدامها قد يهدد التفاعل الأسري. من المهم أن يحدد الآباء والأمهات قواعد واضحة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية، ويشجعوا أفراد الأسرة على تخصيص وقت للأنشطة التقليدية، مثل القراءة أو الألعاب الجماعية، لخلق بيئة أسرية متوازنة.
- تشجيع فهم الثقافات المتنوعة وتقبل الاختلاف☑ بفضل العولمة، أصبحت الأسر على تواصل مع ثقافات متنوعة. لذا، فإن تشجيع أفراد الأسرة على التعرف على الثقافات الأخرى وتقبل الاختلافات يساعدهم على فهم تنوع العالم بشكل أفضل. يمكن للأسر الاستفادة من ذلك بتشجيع الأبناء على تعلم لغات جديدة أو استكشاف موسيقى وأطعمة من ثقافات مختلفة، ما يعزز لديهم التسامح والتقبل.
- الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيزها☑ مع الانفتاح على ثقافات جديدة، قد تتأثر الهوية الثقافية. يمكن للأسر مواجهة هذا التحدي من خلال الاحتفاظ بالعادات والتقاليد العائلية التي تمثل جزءًا من ثقافتهم، مثل الاحتفال بالأعياد التقليدية، والتمسك بالطقوس الخاصة بالأسرة. يساعد الحفاظ على الهوية الثقافية على تزويد الأبناء بإحساس عميق بالانتماء والتواصل مع جذورهم الثقافية.
- التخطيط المالي وإدارة الموارد☑ تتطلب الحياة في عصر العولمة إدارة مالية واعية. ينصح الأسر بوضع خطط مالية طويلة الأجل تشمل توفير جزء من الدخل وتجنب الاستهلاك الزائد. يمكن أن تكون هذه الخطط مفيدة في تلبية احتياجات الأسرة المختلفة، وتوفير الأمان المالي لهم، خاصة في ظل الاقتصاد العالمي المتغير.
- تعزيز الصحة النفسية والتكيف العاطفي☑ بسبب ضغوط الحياة المعاصرة، تزداد أهمية التركيز على الصحة النفسية لأفراد الأسرة. يمكن للأسر التعامل مع التحديات العاطفية والنفسية التي يفرضها العصر الحديث من خلال إنشاء بيئة داعمة تشجع على التعبير عن المشاعر. كما يمكن اللجوء إلى استشاريين في حال كانت هناك حاجة لذلك، مما يسهم في استقرار الحالة النفسية لأفراد الأسرة.
✍ تمثل العولمة فرصة لتعزيز قدرات الأسرة وإثراء معارفها وخبراتها، إلا أنها
تفرض أيضًا تحديات يجب إدارتها بحكمة. يساعد التكيف مع متغيرات العولمة على
تزويد أفراد الأسرة بالمرونة والقدرة على مواجهة تحديات العصر، كما يتيح لهم
الاستفادة من فرص جديدة تمكنهم من تحسين مستوى معيشتهم وتنمية قدراتهم الشخصية
والمهنية.
الأسئلة الشائعة حول العولمة وتأثيرها على الأسرة (FAQ)
1. كيف أثرت العولمة على الأسرة؟
أثرت العولمة على الأسرة بطرق متعددة، إيجابًا وسلبًا. فقد أدت إلى انتشار
الأفكار والعادات من مختلف الثقافات، مما وسّع الآفاق وزاد من التنوع الثقافي
داخل الأسر. لكن هذا الانفتاح قد يُحدث صدامات ثقافية بين الأجيال، إذ قد يتبنى
الشباب قيمًا تختلف عن القيم التقليدية التي نشأ عليها الوالدان، مما يؤدي إلى
نزاعات عائلية حول الهوية والقيم. أيضًا، أدى الانشغال بالعمل وزيادة الاعتماد
على
التكنولوجيا
إلى تقليل التواصل العائلي وجعل التفاعل بين أفراد الأسرة أقل مباشرة.
2. كيف تؤثر العولمة على الحياة العائلية؟
تؤثر العولمة على الحياة العائلية من خلال إدخال تحديات وضغوط جديدة، مثل
التكيف مع نمط الحياة السريع، حيث يضطر بعض أفراد الأسرة للعمل لساعات أطول
لتلبية متطلبات الحياة العصرية. كما أصبحت الأسرة تواجه تأثيرات الإعلام
العالمي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تقدم نماذج وأفكار قد تتعارض مع القيم
العائلية. وعلى الرغم من ذلك، فقد أتاحت العولمة للأسرة الوصول إلى موارد
تعليمية وثقافية من جميع أنحاء العالم، مما ساعد في إثراء حياة الأفراد وزيادة
الوعي بالقضايا الاجتماعية والصحية.
3. ما أثر العولمة على العلاقات الاجتماعية؟
أثرت العولمة على العلاقات الاجتماعية من خلال تعزيز التواصل العابر للحدود
وزيادة فرص التفاعل مع ثقافات وأشخاص من جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فقد جعلت
العلاقات أكثر سطحية لدى بعض الناس، إذ يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي
بدلًا من التواصل الشخصي المباشر. وقد أدى ذلك إلى انحسار التماسك الاجتماعي
التقليدي وتراجع القيم التي كانت تُعزز العلاقات الوثيقة بين الأقارب والجيران،
مما جعل العلاقات أكثر انفتاحًا لكن أقل عمقًا في بعض الحالات.
4. كيف تؤثر العولمة على حياتي الشخصية؟
تؤثر العولمة على حياتك الشخصية عبر توفير فرص تعلم جديدة ووصول أوسع للمعلومات
والمهارات، مما يمكن أن يزيد من فرصك الوظيفية ويطور من قدراتك الذاتية. كما
تؤدي إلى تنوع اختياراتك الشخصية وتتيح لك التعرف على ثقافات ووجهات نظر جديدة،
مما يساعدك على تنمية قدرتك على التفكير النقدي. لكن مع ذلك، فإن العولمة تفرض
تحديات مثل التكيف مع الضغوط المتزايدة، وتقدير الذات بناءً على معايير عالمية
قد تكون غير واقعية، بالإضافة إلى التعامل مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
على حياتك اليومية وتوجهاتك.
الخاتمة✍ بفضل العولمة، دخلت تغييرات
جذرية على بنية الأسرة وقيمها، ومع هذه التحديات، يمكن للأسرة التكيف واستغلال
بعض هذه التغيرات بشكل إيجابي. تعتبر العولمة سلاحًا ذا حدين، يؤثر بعمق على كل
جوانب الأسرة، ومع ذلك يمكن للأسرة الواعية استثمار الفرص الإيجابية لحماية
هويتها وتقوية روابطها.